أقليل على الانسان.....؟

أقليل على الإنسان ...!؟


::::

::::



أقليل على الإنسان أن يستيقظ كل صباح

معافى البدن ، سليم العقل ، شديد القوة ؟!

يجوب أرجاء الدنيا ، فتصله نفحات من الأكسجين

تنشط دماغه ، وتشرح صدره ، وتنقي جسمه ...؟!

قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم

( من أصبح منكم آمناً في سربه

، معافى في جسده ،

عنده قوت يومه ،

فكأنما حيزت له الدنيا بأسرها )

أمن في البلد ، معافاة في الجسد ، قوت يكفي الولد

فماذا تريد بعد ؟



أقليل على الإنسان أن الكون كله مسخر له ؟

يجلس على مائدة فيجد أنه يأكل طعاما مختلفا ألوانه

موز من افريقيا ، وارز من آسيا , ولحم من أوروبا

وبعض المنتجات الأخرى من أمريكا .. !

يقول الله تعالى :

يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم

واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون



أقليل على الإنسان أن ينظر حوله ، فيرى أمه ، وأباه ..

يرى اخوته وصحبه .. يرى جيرانه وأقرباءه .. يرى احبابه وأخلاءه

ينعم بأنسهم ويسعد بحبهم ويستفيد من تواصلهم ...



أقليل على الإنسان أنه يستطيع التحرك من مكان إلى مكان

دون الحاجة إلى عكازة أو خشبة يسند بها ظهره ؟

أقليل على الإنسان أن يرى فلذات أكباده تحيطه بجو من الحنان

تبهجه بسمتهم وتهمه مصالحهم .. وحياته كلها خدمة لهم



أقليل على الإنسان أن يفتح عينيه فيرى الجمال الكوني

ويلقي سمعه ليلتقط ما تموج به الحياة من حراك ..

تنسدل على جلده كل يوم أشعة الشمس الذهبية

أقليل على الإنسان إذا..اكتمال حواسه ، وسلامة أعضاءه ؟!



::إخوتي الأفاضل ::

** ** **

ما أكثر النعم التي منّ الله بها علينا .. وما أكثر جحودنا

إن العافية التي تمرح في سعتها ، وتستمتع بحريتها

ليســت شـيـئـاً قـليلاً !


هناك من الخلق من ابتلوا بفقد أبصارهم فلا يرون إلا الظلام ؟

هناك من الخلق من ابتلوا بفقد مسامعهم فلا يسعفهم التقاط همسات الأنام ؟

هناك من الخلق من ابتلوا بنقص أطرافهم ، فلا يتحركون ولا يتنقلون بانتظام !

هناك من الخلق من ابتلوا بعطب في الأجهزة الهضمية فيتلوون من أكل لقمة طعام !

هناك من الخلق من ابتلوا بأعداء أشداء يتربصون بهم ـ فلم يعيشوا ولا مرة في سلام !

هناك ، وهناك، وهناك .. وليس الا الله يعلم ما يحسونه من آلام

إن الإسلام ..

يرى الحياة نعمة ..جمّلها وزينها العطاء الرباني

الذي أمرنا ان نشكُر عليه شكرا جزيلا - ولئن شكرتم لأزيدنكم -

لقد سخر الله لك الليل والنهار ، ومكن لك ما بين السموات والأرض ..

و وهبك من الجهد والقوة ما تستعين به على تحويل الصخرة الى شكل هندسي

ما تحول به الأرض الجرداء القاحلة إلى أرض ذات منبت ونبات ..

منحك الله من الحواس ما تتواصل به مع الخلق ..وتتجاوب مع الوجود

غير أن هذه النعم الجزيلة تتوارى وتذوب أمام المقارنات التي تعقدها النفس

بين ما بين يدي ، وما كنت أتمنى ان يكون لدي ..

فلماذا هذا الجحود ، وفيم الحـزن ؟! ولماذا الغم ، وأين ذهب الحزم ؟!

فلتنطلق في حياتك ، ولتجد لكسب معاشك ، لا تنظر لورائك .. فالماضي أخذ حقائبه ..

ورحل .. نعم،رحل دون عودة .. وبين يديك الحاضر ، انظر في النعم التي أعطاك الله وفضلك بها

على كثير ممن خلق ، واسأل :: كيف أشكر الله عليها بتوظيفها فيما يحب ويرضى ؟!

واعلم أن الله لو ناقشك عليها وتقاضاك ثمنها لعجزت عن التسديد ...

أقليل عليك أن تأخذها كلها .. بلا مقابل ؟!



الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه ..

لنجعل من حالة الإنكسار .. بداية جديدة

نعم ننطلق مرة أخرى ، ولكن بوعي وعلم ومعرفة بما لدينا من أسلحة قوية..